https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

أنا لست «بغلة » !

كنال تطوان / متابعة 

بقلم : مرية مكريم

آلمني أن لا يمر على « قتلي » بتلك الطريقة البشعة، الا اسبوعان، فإذا بهم يعيدون فتح معبر « طارخال 2 ».

لم ادرس في الجامعة ولم اتعلم اعتى النظريات، التي تقول ان البلد الفقير، ليس البلد الذي لا يوجد فيه الا الفقراء، وانما البلد الذي لا مكان فيه للغنى الفاحش.
لم أدرس ليس لأنني « بغلة »، كما يحلو لبعضكم وصفي بوقاحة استعمارية ونظرة استعلاء.. لم أدرس لأنني لم أجد من يعتني بي وبتدريسي، لأنني ابنة الهامش، ولأنه لم تكن لي نفس الحظوظ التي توفرت للنخبة ونخبة النخبة..

لم أدرس، لكنني تعلمت وأنا احمل الملاءات والألبسة على كتفي، وهي تقصم ظهري وتقطع أنفاسي، ورجل الأمن يعنفني بعينيه حينا وبيديه أحايين أخرى، والحارس الإسباني يحتقرني وقد صفعني لمرات، أنني الحلقة الأضعف.. تعلمت أنني « محكورة »، لأن ثمة « حكارين »، وشاهدت مظاهر الغنى والثراء الفاحش.. نعم، لم أتعلم ولم أتابع دراستي، لكنني لاحظت سيارات فوق العادة تجوب مدن المضيق والفنيدق وتطوان وطنجة..، فيما بعد فهمت أنها ماركات من نوع « الجاكوار » و« لومبركيني »، وعلمت من أفراد أسرتي في المهجر، أنه في أغنى البلدان، هذا النوع من السيارات لا يوجد بهذه الوفرة في بلد فقير، أعاد المندوب السامي للتخطيط إحصاء فقرائه بمعايير الفقر المتعدد، وقد تعددت مظاهر الفقر والبؤس التي عشتها، وأقصاها ما كابدته وأنا أدفن حية في معبر « طارخال 2 »!

لست « بغلة ».. أنا المكافحة المعذبة.. أسيرة لقمة العيش، التي فقدت الرغبة في الحياة.

قبل أن أستسلم للموت، وكان يمكنني في لحظة ما أن أقف. أن اصرخ في وجه المستعمر في هيئة حارس، أن أبتعد عن « الفيلة » والمقصود بها طابور طويل عريض، حيث زحمة الحمالة، أشبه بالصراط وأقرب إلى القيامة.. هل كان بامكاني أن أرفع رأسي بعيدا عن الدوس، أن لا أستسلم لجبل سيزيفي أضعه على كتفي، وأتلحف به؟ هل كان علي أن أصمد؟ لقد
استسلمت للموت، لأنني سئمت القهر والغبن وعبارة « بغلة » التي تطاردني، ولأنه ما من سبب يدعوني للحياة.

لست « بغلة »، لكن كرامتي أهينت عشرات المرات بمعبر العار، الذي نقف أمامه والعرق يبللنا، ضدا على المواثيق الدولية، تماما مثلما يحدث أمام الجدار العازل الصهيوني في فلسطين.

لست « بغلة » لكنني غامرت بنفسي من أجل لقمة العيش، وسقطت في المعبر مثلما سقطت قبلي بضربة في الرأس أو بسبب الااختناق، من تسمونهن حيفا وزورا وبهثانا « بغلات ».

آلمني هذا التغاضي عن المأسي ووصفنا بـ »البغلات »، وانحدار القيم في المملكة المغربية إلى الدرك الأسفل، إحدى تمظهراتها، ظهور شابة من ذوي الاحتياجات وهي تغتصب تحت « فلاش » الهواتف الذكية في قلب العاصمة الاقتصادية.

مؤسف أن أٌنسى بسرعة، وأن لا تخلف وفاتي بتلك الطريقة، أي أثر أو تحرك أي تحقيق يوقف نزيف مغرب يبدو أن من يضع البهارات في طنجرته، فقد البوصلة، وقد أضاف الكثير من الفلفل على جرح اللاعدالة واللامساواة وهدر الكرامة..

لست « بغلة » لكنني اشبه ملايين الفقراء المغاربة الذين قال عنهم المندوب السامي للتخطيط ان عددهم في تراجع، أما أنا فشاهدة على زحف الفقر بتعدده، وقد اتسعت رقعته في محيطي بنفس القدر الذي اتسعت فيه الهوة بين الفقراء والأغنياء.

9 رأي حول “أنا لست «بغلة » !”

  1. تالمت كثيرا بالمقال و لكن بالله عليكم هل لم تكن في استطاعتكم تشويش على الصورة احتراما لتلك المراة )تغطية الملامح ) كما ان الحل ليس تاليف او توضيح كلنا نعرف هذه الماساة ولكن اين الحل و ما هو كما ان قناة Faro Tv السبتاوية تنقل بالصورة و الصوت المشاهد تقشعر لها الابدان لا اصدق ما اراه لا يصدق كنا كل جمعة نذهب للتسوق من سبتة و الان كرهنا سبتة و باب سبة طوابير السيارات حتى الفنيدق نساء يبتن في العراء رجال شباب اصحاب الاعاقة يا للهول على الحكومة ان تهتم و تكون من بين اولوياتها مشكل باب سبتة

    رد
  2. الدولة عاجزة عن اصلاح التعليم وعن اصلاح الصحة و عن القضاء على البطالة وعن محاربة الفساد و انهاء التشرميل و عن وقف دهس كرامة المغاربة في معبر الذل.
    ما فائدة هذه الدولة ؟؟؟

    رد
  3. واييه الوظاءف بالوجهيات وبلا تعلم.وكم من موظفين اشباح وكم وكم….. .وشحال من حاملي الشواهد يمارسون مهن دنيءة الدخل من اجل قتل الظماء

    رد
  4. انا دروك فهمت.فهمت البطال فهمت الغشاش فهمت الفاملة فهمت كل شيء.الناس ما خصهمش لي يتهلا فهم و يتغانن معهم و يتعصب.الناس خاصهم الحنان و المودة و الرفق و الليونة

    رد
  5. تعبير جيد مرية مكريم حقيقة هي مأسات و لكن ما هو الحل ؟

    في نظري المتواضع على الدولة عدم السماح للفئات الهشة بالتكتيف من الولادات حيت أن جل هولاء النساء لهم العديد من الأطفال و الطبقة المتعلمة من أساتدة تعليم و أطباء و ممرضين و شرطة ,,, لن تقدر على تقديم الخدمات لكل هؤلاء لأن عددهم قليل بالنسبة للطبقة الهشة فلا يتعلمون و يلتجؤون لمهن منحطة الكرامة او السرقة و بيع المخدرات أتكلم عن من في المدن’

    ان المشاكل الاجتماعية بالمغرب ناتجة بالأساس عن ما يصطلح به بالدارجة ولد و طلق

    الدولة مع الأسف تخشى من التطرق لموضوع تحديد النسل لأن الفئة الشعبية لها صلة وتيقة بمافيا المخدرات العالمية و كدا بالاستخبارات الأوروبية التي تستعملها في حروب عالمية فنجدهم جنودا لداعش في العراق و سوريا

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.