https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

تطوان والسياحة ..!

كنال تطوان / الكاتب : أنس بنتاويت

لكل مدينة مقوماتها الإقتصادية ومصادر دخلها، وإن كانت تطوان تفتقر إلى الصناعات والشركات ، فلتطاون إرث ثقافي وبيئي يبوؤها مكانة هامة في السياحة ، ليس فقط على الصعيد الوطني بل وحتى الدولي ، فموقعها الإستراتيجي يجعلها قريبة جدا من سوق مهم يجلب السياح الأوروبيين ليسافروا عبر أزقة مدينتها القديمة التي صنفتها اليونيسكو تراثا عالميا إنسانيا ، إلى أجواء القرن الخامس عشر الميلادي، هذه الأجواء التي تلامسها في أسوارها وأبوابها وتشويرها الطرقي المنحوت في الأرض عبر الحجر والحجران ترمز لعدة أشياء تزود المرئ بمعلومات عديدة و متشعبة تساعده على معرفة ( الـمكان الذي يرشدك إليه “سوق ساحة… ، إن كان للطريق مخرج ما من عدمه…)  و في سقايات جملت جنباتها بزليج تطواني أصيل و التي تستمد ماءها من شبكة مائية معقدة الهندسة سميت بـ”السكوندو” ساهمت في تحديد حدود المدينة، حيث أن البناء كان يتوقف في المكان الذي يقل فيه وصول الماء قديما .

ولعل ملايين السياح الذين يزورون مآثر الأندلس في مدن كإشبيلية وغرناطة وقرطبة، يجرهم الفضول ليروا عن قرب إمتداد تلك الحضارة العظيمة في الضفة الأخرى من المتوسط وكيف إستطاعت أن تقطع البحر على أكتاف المهاجرين من الأندلسيين وأن تصمد كل تلك القرون، ولهذا فكان لزاما على القائمين على تدبير الملف السياحي في خطة العشرة ملايين سائح، إتخاذ كافة التدابير من تكوين للمرشدين السياحيين وتجهيز للمتاحف وترميم بعض المنازل وفتحها للعموم مقابل تذكرة دخول مؤدى عنها ، ليساهم هذا المال بدوره في الصيانة وفي دفع أجور القائمين على المنازل ، وليلامس السائح عن قرب التعاطي مع هذا الإرث بدل تركه في أيدي من يكسبون قوت يومهم من إقتياد السياح وتزويدهم بالكثير من المغالطات الثقافية والتاريخية ، و كان لزاما أيضا على البائعين أن يعرضوا سلعهم بعزة يحس من خلالها السائح أنه هو من يطلب السلعة بدل أن تعرض عليه أحيانا بطريقة بهلوانية تقلل من قيمتها ، كما بإستطاعة القائمين على السياحة أن يستغلوا أيضا الإرث السياسي ، فسجن المطامر التاريخي ودار بريشة التي إستعملت معتقلا سريا للخطف والتعذيب بعد الإستقلال ومنزل عبد الخالق الطريس الرمز السياسي ومتحف المقاومة الذي تعج جنباته بصور وأوسمة ووثائق تاريخية ، وكذا متحف لوقش ومكتبة داود، كل هذا يستقطب نوعا من السياح المهتمين بتاريخ المغرب السياسي قبل وبعد الإستقلال، أما المهتم بفن المعمار فيجد ضالته في العمارات التي تركها الإسبان إبان الإستعمار بتصميم عصري ظهر في بداية القرن العشرين، وكيف ساهم في خلق أحياء جديدة خارج أسوار تطاون القديمة حملت أسماء النازحين إليها من إسبانيا كحي باريو مالقا أو الإنسانشي أو بابيونيس أو حتى أغوادا، أما الذي يعشق الجو المعتدل والشواطىء الذهبية، فشواطئنا ومنتجاعتنا السياحية ومقاهينا وفنادقنا الراقية لا تقل شيئا عن الموجودة في مربييا وطوريمولينس الإسبانيتين، كل ما في الأمر أننا لا نجيد التسويق لمنتجنا ولا ننهج سياسة تخطيطية كما تفعل جارتنا الشمالية، تجعل الكثير من المتقاعدين من دول كفرنسا وألمانيا وإنجلترا يمضون أغلب أيام السنة في منازلهم الخاصة التي إقتنوها في جنوب إسبانيا هروبا من البرد والتوتر الموجود في دولهم.

 أنس بنتاويت

4 رأي حول “تطوان والسياحة ..!”

  1. الاخ اللي كتب هذه السطور. يعيش في وهم. مدينة تطوان. جعلوا منها مزبلة. شوارعها أسواق أزقة المدينة القديمة محفرة مهمشة. الساقية الفوقية بانحدار إلى المصدع. هل تم العمل بها لاء الغرسة الكبيرة عار على مسؤولي هذه المدينة الجميلة. المهم. أخي الكريم انت عايش في وهم مدينة زمان. الفدان السانجي رياظ العشاق. شارع محمد الخامس. وما أدراك بالشارجع. اسئل أهل المدينة. أولاد البلاد. ما تسالش الحراكة.

    رد
  2. إلى التعليق رقم 1 شكرا لك انك تقصد الحراك الطالبي الذي بعث فسادا في المدينة منذ التحاقه بها وأصبح ملياديرا وابناك الامارات شاهدت على ما أقوله وسير دنعس السي بنعلي أما هاذاك اللي عملين عليه حملة كرشوا خاوية ويدوا نقيقيين وأظن انك ايظا حراك وانتهى الكلام

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.