تأسيس مشروع “حلقة فلسفيّة” بكلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بتطوان

كنال تطوان / متابعة

شهدت مؤخراً كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بتطوان تأسيس مشروع “حلقة فلسفيّة” تُعنى بقضايا الفكر الفلسفيّ والعمل الأكاديميّ، وذلك بمبادرة من طرف نخبة من طلبة شعبة الفلسفة بالكلية . وقد كان هذا الكيان الجديد الذي حمل اسم “حلقة تطوان للفكر الفلسفيّ” وليد توافق نادر واستثنائي بين مجموعة من الطلبة  ، حيث عقد هؤلاء العزم على العمل الجاد والمتفاني من أجل خدمة الدّرس الفلسفيّ و إغناء المشهد الأكاديميّ والعلميّ داخل فضاء الكلية، وأيضاَ لخلق فضاء عمل مواز للحصص الدراسيّة والمحاضرات داخل شعبة الفلسفة. وتُعد هذه المبادرة سابقة من نوعها في تاريخ شعبة الفلسفة داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة بتطوان.

ينصب اهتمام “حلقة تطوان للفكر الفلسفي“ ، بصفة عامة ، حول ميدان الفلسفة وجميع القضايا المتعلقة بالبحث الفلسفيّ، وعلى الخصوص حول  “فلسفة الدّين” و”فلسفة اللّغة” و”الفلسفة التّحليليّة”؛ وهذا التوجه راجع إلى طبيعة الاهتمامات المعرفيّة للأعضاء المؤسسين للنادي، وأيضاً وعياً منهم بأهمية هذه الحقول (فلسفة الدّين ؛ فلسفة اللّغة ؛ الفلسفة التّحليلية) وبمدى راهنيتها، ورغبة منهم في مواكبة مستجدات العصر المعرفية وملء الفراغ الكبير الذي تعرفه الساحة الأكاديميّة المغربيّة والعربيّة من حيث الاهتمام دراسة وبحثاً بهذه الحقول الواعدة والذهاب بعيداً في مساراتها .

حسب تصريح القائمين على المبادرة للقناة الاخبارية كنال تطوان، فان “حلقة تطوان للفكر الفلسفيّ“ تسعى لأن لا تكون مجرد ناد تربوي ينشط فقط ثقافياً داخل فضاء الكلية، بل إن مطمح أعضائها المؤسسين وما يعلقون عليها من تطلعات وآمال، يجعل منها مشروع مدرسة فلسفية واعدة تعنى بتتبع مستجدات الفكر الفلسفيّ وتعميق البحث والتّفكير والنقاش في الموضوعات المتصلة بحقول: “فلسفة الدين”، و “فلسفة اللّغة”، و “الفلسفة التّحليلية”، و كذلك بمختلف القضايا الفكرية المرتبطة بالراهن الثقافي لمجالنا التداولي المحلي.

يزعم الأعضاء المؤسسون لـ”حلقة تطوان“، أنه بمساهمتهم في تكريس ثقافة البحث العلميّ وترسيخ أخلاق العمل الأكاديميّ الجماعي المنظم، يمكنهم أن يرتقوا بشعبتهم -“شعبة الفلسفة”- ويعتلوا بها إلى مقام أعلى من المفروض أن تكون عليه عملياً على أرض الواقع وليس فقط على مستوى القول والتنظير. وبهذه الشاكلة أيضا يعتقدون أنه بمقدرتهم أن يجعلوا من كليتهم حاضرة متميزة للفكر والإبداع قد يمتد صيتها ويكون لها صدى على المستوى الوطنيّ إذا حضرت العزيمة وتضافرت الجهود.

إذن فإثراء المشهد العلمي الأكاديميّ داخل فضاء الكلية، من داخل شعبة الفلسفة وانطلاقا منها، هو الغاية الأسمى التي تتربع على رأس قائمة أولويات وأهداف “حلقة تطوان للفكر الفلسفي“.

         في هذا السياق إذن تتضح التوجهات العامة  لـ”حلقة تطوان للفكر الفلسفي“، حيث سيتم بلورتها وترجمتها عملياً من خلال القيام بمجموعة من الأنشطة والبرامج التي ستتخذ بشكل أساس ورئيس هيئتها وصورتها – وذلك انطلاقاً من تصورات الأعضاء المؤسسين لحلقة تطوان – على شاكلة : ندوات، أوراش دراسيّة، موائد مستديرة، قراءات في كتب وإصدارات …إلخ , وذلك من خلال استضافة أساتذة وباحثين أكاديميين سواء من داخل كلية تطوان أو من مواقع جامعية وطنية أخرى .