https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

هكذا كانت السنوات 3 الأخيرة الغامضة من حياة “حميدو” قبل اعتقاله في سبتة !

كنال تطوان / اليوم – الكاتب : توفيق السليماني 

في الطابق الثاني في أحد البيوت، القابعة في الزنقة 189 شارع “فوريتي” بحي البرينسيبي، المثير للجدل في مدينة سبتة المحتلة، توجد غرفة حميد عبد الرحمان أحمد (حميدو)، الذي اعتقل بتهمة تزعمه المفترض للخلية، التي تم تفكيكها، يوم الثلاثاء الماضي، بسبتة والناظور بعد تنسيق أمني مغربي إسباني … غرفة بمفتاح لا يفارق جيب “حميدو”، وبين كومة من الملابس المتناثرة فوق السرير الزوجي، يظهر قميص فريق برشلونة.

غرفة مجهزة بتلفاز بلازما من الحجم الكبير، ومشغل أقراص (DVD)، ومكتبة مليئة بالمصاحف، وكتب دينية أخرى، يتخللها كتاب في الطبخ يعود إلى زوجته ليلى، ذات الأصول المغربية، تحت عنوان “حلويات خطيرة: أكثر من 200 وصفة ستجعلك تفقد العقل”.

كانت ليلي، البالغة من العمر 25 ربيعا، تعيش رفقة زوجها “حميدو أو الطالباني، البالغ من العمر 41 سنة” – كما يطلق عليه من قبل الصحافة العالمية وأبناء الحي- ، في هذه الغرفة، لعدة شهور إلى أن رزقت بالطفلة فردوس ذات الأربعة شهور.

في هذه الغرفة المضيئة في الرف العلوي، يبرز مجلد كلاسيكي تحت عنوان “كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين” لمؤلفه الإمام السوري يحي بن شرف النووي الدمشقي (القرن 13)،  إذ يجمع هذا الكتاب بين صفحاته الأحاديث الصحيحة، المروية عن الرسول (ص) في جميع شؤون العقيدة والحياة، مقسم إلى 372 فصلاً.

وعلى الرغم من الضجة الإعلامية الأخيرة، التي أثارها اعتقال “حميدو”، فإن عائلته، وأمه “س. ب. ح”، البالغة من العمر 77 سنة، رفضت كل الاتهامات، التي وجهت إلى سادس أبنائها قائلة: “كل العالم يطلق عليه لقب حميدو طالبان، لكنه بريء”، وعلى غرار الأم تحكي أخته حياة، البالغة من العمر 34 ربيعا، “لا علاقة له بأي تنظيم إرهابي. كل هذا هراء وكذب”، مضيفة أنه لا يوجد أي شيء يجعل منه مجرما”، مستنكرة أيضا “إذا لم يكن حتى زعيم نفسه كيف يمكنه أن يكون زعيم الناس؟”.

كما أكدت أنه “لم يثبت يوما أنه تسبب في الضرر لأي كان. ندين الإرهاب. إذ كيف يمكن لمن يتحمل مسؤولية الأب، ويساعد زوجته في أشغال البيت أن يحفز على القتل أو الانتحار”. في المقابل، تقول مصادر أمنية إسبانية إنه لم يثبت في يوم من الأيام أن أدان “حميدو” علنية الإرهاب.

في السياق نفسه، يحكي أولاد أخته حياة أن خالهم “حميدو” كان يعلمهم القرآن ويعطيهم نصائح في الأخلاق (عدم إلقاء الأوساخ في الشارع)، مضيفين “أنه لم يسبق أن تحدث إليهم عن أي شيء اسمه “داعش”، أكثر من ذلك يقولون كان يعلمهم السباحة في الشاطئ صيفا.

تزوج  “حميدو” في 15 يناير 2015، بعد تجربة الاعتقال وإطلاق سراحه، بجارته ليلي. ولأنه لم يكن يتوفر على عمل قار، فإنه كان يعيش من معاش والدته، كما يشتغل في بعض الأعمال المؤقتة لسد بعض حاجياته، إلى أن كلف شقيق زوجته أحمد عبد الرياض بتسيير شؤون مطعم له بالمدينة (سبتة)، بينما كان يقوم بالموازاة بتعلم اللغة العربية للتمكن منها رفقة أخته حياة.

كما يحكي الجيران أن “حميدو” لم يكن يتردد على المساجد بما في ذلك مسجد “الإخلاص” القريب من البيت، إذ كان يفضل الصلاة في صالون المنزل. وعلى الرغم من هذا، فإنه يعتبر مرجعا في الحي بالنسبة إلى الجهاد، إذ ينظر إليه الشباب المتعاطف مع الجهاديين كنموذج.

وليس “حميدو” وحده في الأسرة من اتهم بالإرهاب، بل في السابق اعتقل شقيقاه مصطفى ويوسف لمدة سنتين ونصف السنة قبل أن يتم الإفراج عنهما عام 2006. أكثر من ذلك فشبهة الجهاد والانتماء للجماعات الجهادية تحيط بـ”حميدو” من كل الجوانب، إذ إنه تربطه علاقة قرابة أسرية مع “مساعده المفترض” حمزة العياشي الذي اعتقل معه، أيضا، في الخلية نفسها، حمزة البالغ من العمر 22 سنة، متزوج من ابنة شقيقته فاطمة، والتي أنجبت منه طفلا يبلغ من العمر 5 أشهر.

حمزة هذا، حسب الأمن الإسباني، كان يسعى إلى السفر إلى سوريا سيرا على منوال شقيقه مصطفى أحمد العياشي (30 سنة) الذي فجر نفسه ضد ثكنة عسكرية في 2013، مخلفا أكثر من 130 قتيلا.

رابط آخر يضع، أيضا، حميدو في قفص الاتهام، هو أن الشقيق الأصغر لزوجته نور الدين عبد الرياض، المعروف بأبي إلياس كان قد سافر في 26 مارس 2013 إلى سوريا، أي في سن 16 سنة، ولا يعرف إلى حدود الآن هل لايزال على قيد الحياة، أم أنه لقي حتفه على غرار عدد كبير من المغاربة، والإسبان من أصول مغربية من أبناء مدينة سبتة والشمال المغربي.

الكاتب : توفيق السليماني

رأي واحد حول “هكذا كانت السنوات 3 الأخيرة الغامضة من حياة “حميدو” قبل اعتقاله في سبتة !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.