https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

صيَّادُو قاع أسراس .. معاناةٌ وعشق البحر وتكاليفِ المراكب

كنال تطوان / ربورتاج وحوار :” الغمارية “هشام بوزكري/قاع أسراس

هي الجوهرة فضاء فسيحٌ ترسُو به قواربُ الصيَّادِين التقليديِّين ممن نجدهم ينشغلُون نهارًا بطلاء المراكب وقدْ نال منها الماء واصلاحها ، بينَما ينهمكُ آخرُون في غزل شباك ” لمبرات” أوما نسميها الشباك .

في جلسة استراحة سابقا مع بحارة يقصَّان ممَّا خبرا من صيد أسماك البحر، قبل انتصاف الزوال، كانت نقطة التفريغ تزداد هرجا بشباب المنطقة البحار بالفطرة.
هي طقُوس منطقة تفريغ السمك ألَّا تكون موظبة وتبقى على طبعها، لا تتوقفُ عن الحركة شأنها شأن الريح التي تهبُّ في قاع أسراس قويَّة لا تهدأ.

لمَّا تأتي لشاطئ قاع أسراس و تداعبُ رائحة السمك أرنبة الأنف ويقبلُ النَّاس في ممشاهم يتبضعون ويلتقطون الصُّور تكُون قدْ حللت بمرفئها.

خياط الشباك سنوات أمضاهَا صيَّادًا يمخرُ البحر بحثًا عن السمك، و اخرى قضاها في مراكب البحر التقليدية والساحلية .

يداهُ لا تتوقف عنْ غزل الشبكة يقول”الصيَّادُ لا تقاعد له ان توقفوا ُ، فيومَ يكلُّ ويتوقف عن العمل لنْ يجد موردا له ، ولذلك نجد رجال يغزلون الشباك وقد جاوزا من عمرِهم ستِّين سنةً”.

أكثر ما يشغلُ الصيَّاد التقليدي هو “المنزلة”، فمتَى ما ساءت حالة الطقس انكفأ راجعًا إلى بيته، ما يجعلُه غير ذِي دخلٍ قار، يحكِي صياد لي “عندنا في هذه نقطة التفريغ المجهزة للسمك بقاع أسراس أزيد من مئة قارب تقليدي وأزيد من 12شباك ، ولئن كان ما يدرُّه الصيادون يتفاوت بين الشهر والآخر، فإنَّ في أزهى المواسم لنْ يظفر الصيَّاد بأكثر من ثلاثة آلاف درهم في الشهر الواحد”.

وكيْ يستهلَّ الصيادُ عمله فإنَّه يحتاجُ لإنفاق تكاليف”حينَ تدفعُ كل تلك التكاليف لكَ أنْ تطلب رزقك، وتدخلَ في متاهاتٍ أخرى وهو يرتهنُ للطقس، فحين تأتِي المنزلة قدْ لا يحصلُ في الشهر الواحد سوى سبعمائة درهم”.

أمَّا حين تتفسخُ الشبكَة فإنَّ الصياد يجدُ نفسه مضطرُّا ليدفع ألف درهم نظير غزلها ثانيةً أو أكثر ، كما يدفعُ لطلاء قاربه، والأدهى وفق ما أكده لي الصياد الذي حورته ، أنَّ مراكب الصيد الحديثة وبتقنية متطورة صارتْ تأتِي على البحَّارة الصغار ، “شباكٌ كثيرةٌ يضعها الصيادُون التقليديّون في البحر فتسحبها المراكب الحديثة التي تصطادُ بالجرِّ”.

ما هدأ البحر واستطاعَ الصيَّاد أنْ يجلب كميَّة من السمك، يكُون عليه أنْ يبيعها بالجملة عنْ طريق “الدلَّالْ” وهي عمليَّة رهينة بالمزاج ، “فحينَ يرتبُ المشترُون بالجملة الأمر فيما بينهم يكُون الصيَّاد ضحيَّة وقدّْ اتفقُوا على خفض الأثمنة، أمَّا حين فيستفيدُ الصيَّاد بعض الشيء”.

المحدثان لي في الحوار أيضا يقُولان إنَّ ثمَّة وتيرتين تتباعدان اليوم تلو الآخر.
أولاهما متصاعدة بالنظر إلى الارتفاع الكبير في أسعار التجهيزات الضروريَّة ليباشر الصيَّاد عمله، و ثانيهما وتيرة تراجع أخرى تهمُّ موارد الصيَّاد، وحتَّى الثروة السمكيَّة التي تناقصت بصورةٍ ملحوظة “ما عادت الأمور على ما كانت عليه في عقُود وسنوات خلت”.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.