https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

والـد التلميذ الذي عوقب بتنظيف المراحيض بطنجة يخرج عن صمته !

كنال تطوان / الكاتبة : بثينة الجحرة

شاءت الصدف أن ألتقي بأب التلميذ (س.ل) الذي عوقب من طرف مدير مؤسسة تعليمية بمدينة طنجة بتنظيف مراحيض المدرسة وحرمانه من متابعة دراسته طيلة يومين، عن خطإ ارتكبه لا يتعلق بالدراسة ولا بالمساس بالمؤسسة، خطأ كان من المفروض أن يعاقب عليه بالتربية عن طريقة التوعية والتحسيس، وقد أثارت هذه الواقعة ضجة بين الأوساط الاجتماعية وآباء التلاميذ لقساوة هذا العقاب وخطورته على نفسية أبنائهم.

وقد حكى والد التلميذ المذكور للقناة الاخبارية كنال تطوان، بقلب منفطر عن التعامل الفظ من طرف مدير المؤسسة، ما جعله ينتفض معارضا هذه العقوبة المجحفة في حق ابنه مطالبا المدير بتغييرها إلى تنظيف حديقة المدرسة مثلا أو إصدار عقوبة من نوع آخر تدخل في صميم التعليم حتى يستفيد منها التلميذ على الأقل وتكون له رادعا عن القيام بأي خطأ آخر، علما أن أم التلميذ المعاقب مُدرّسة بنفس المدرسة، حيث لم يأخذ المدير ذلك بعين الاعتبار ولا قساوة حكمه على نفسية التلميذ الصغير السن، التي قد تؤدي إلى تحطيم معنوياته وتكسر كرامته أمام التلاميذ الآخرين في القسم.

هذا وحسب تصريح والد الطفل لكنال تطوان، فان المدير أصدر قرار بمنع التلميذ من متابعة دراسته إن لم ينهي عقوبته المُهينة، ما دفع اﻷب إلى مراسلة عدة جهات للبث في الموضوع كالنائب الإقليمي لوزارة التعليم بطنجة الذي سار في نفس نهج المدير بضرورة إصدار عقوبات مماثلة للتلاميذ الغير منضبطين !!، وحتى هذا الوصف لا يخلو من خطورة لتصنيف التلميذ في إطار الأطفال الغير طبيعيين والذين يعانون من سلوك مختلف عن أترابهم، وبالتالي فقد سقط المدير والنائب الإقليمي في شر أعمالهما بإصدارهما هذا الحكم لأن التلميذ الغير منضبط لا يستوجب العقاب أكثر ما يستوجب الانتباه لحالته النفسية وعلاجها بطريقة لينة، أما وأن الطفل سليم وليس به أي اضطراب فإن هذا العقاب بحد ذاته سيسبب له اضطرابا وتراجعا وإحباطا.

وأمام هذا التصرف من المدير وكل المسؤولين المشاركين في هذا الإجرام في حق الطفولة أن يعاقب من طرف الهيئات المسئولة عن حقوق الطفل ومنظمة حقوق الإنسان، وكل ما له علاقة بحماية كرامة المواطن، لأن هذا الطفل هو في الأصل مواطن له حقوقه ومن الواجب حمايته، فنحن لسنا بصدد الدفاع عن طفل أخطأ ونريد تخليصه من العقاب فقط، بل نحن بصدد رفض العقوبة المشينة والمحبِطة لنفسية الطفل الذي سيَحملها لعدة سنوات وقد لا ينساها، مع العلم أن هذه العقوبة رفضت في سجون أوربا منذ القرن التاسع عشر، فكيف أصبح مسموح بها في بلد القانون والديمقراطية ؟، كيف ستنشأ نفسية هذا الطفل الذي يُهيأ للمستقبل كرجل يتحمل المسؤولية ويخدم وطنه؟ هل هذا هو المنهاج الجديد في تنشئة أبناء الغد، أم هي بيداغوجية مستنبطة من مجاهل القرون الوسطى في التعليم لتهيئة شعب مقهور مكلوم يعيش على ذكريات صادمة عاشها بين جدران المدارس والمؤسسات التعليمية !! كيف سيرفع المواطن المغربي رأسه في وجه أعدائه بعد أن كسرها مربوه ومعلموه في أول تنشئته؟ كيف سيثور ضد الظلم وقد مورس عليه القهر وهو طفل مما سيجعله يصدق أن هذا الحكم حق وأن الظلم قد أقرته وزارة التربية والتعليم فهو جائز.

وقد يصبح الظلم في نظر الأطفال المعاقبين في مستقبل حياتهم شيء عادي والأحكام القاسية شيء مألوف ومنطقي وضروري، فيطبقوه على كل من سولت له نفسه ارتكاب خطأ أو قد يصبح مجرد تسلية .. أو يتجه بهم هذا العنف في مراحل متقدمة من عمرهم إلى حب العدوان والتأطير له على شاكلة الذين يغادرون الوطن صوب مناطق تشبع أهوائهم العنيفة وتوجهاتهم العدوانية كما هو الحال بالنسبة للشباب الذي يستقطب إلى صفوف داعش.

العقوبة التي مورست في حق هذا التلميذ لم تتوقف عنده أو عند زملاءه المعاقبين معه، بل مست كل أطفال المغرب وطالت أيضا كرامة المواطن الممسوس في أعماق كرامته المحكوم عليه بالإذعان والرضوخ وطأطأة الرأس أمام كل الأحكام، ليس عيبا أن نربي وأن نعاقب، لكن بطريقة تجعل الطفل يعترف بخطئه ويتعلم منه، أو على الأقل أن تكون العقوبة من جنس الخطأ  أو الجرم المرتكب لا أن يتخطى المعقول، ليت الذين يصدرون الأحكام من هذا النوع  يتخيلون تطبيقها على أنفسهم فينظروا كم هو مؤلم إصدار حكم من هذا النوع، وأن تكون أحكامهم منطقية لها علاقة بالواقع وغير صادرة عن مكامن تفجرت في عقوبات سادية ضد طفولة بريئة، لهذا وجب رفع هذه العقوبة عن هؤلاء التلاميذ الأطفال فورا وتغييرها بما يناسب مؤسسة تعليمية، حتى لا تصبح منهجا متبعا تحذو حذوه جميع المؤسسات المغربية فتصبح شبيهة بما كان يحدث في كواليس المدارس الداخلية بالدول الغربية وما مورس على الأطفال الصغار من تعذيب وأعمال لا تليق بالإنسانية .

كنال تطوان / الكاتبة : بثينة الجحرة

18 رأي حول “والـد التلميذ الذي عوقب بتنظيف المراحيض بطنجة يخرج عن صمته !”

  1. شكرا للصحفية بثينة على هذا المقال الذي يحتوي على تفاهة المنظومة التعليمية التي تربي في الأطفال عقد منذ الصغر فتصريح الأب المسكين يأتي بعدما انصدم للمستوى الهزيل الذي وصل اليه تعليمنا، وما تعرض له ابنه يمكن أن يحصل مع أي طفل آخر، لذا يجب فتح تحقيق في القضية وألا تمر مرور الكرام

    رد
  2. هل كانت مؤسسة تعليمية تربوية أم سجن الكبار في اوكلاهوما ؟ المدير ونائب الوزارة عليهما مراجعة دروسهما في أصول التربية, إن كانا قد درسا في معهد أو مؤسسة تربوية , نطالب الأب أن يرفع شكاية لوزير التربية الوطنية , او وكيل الملك بطنجة للبث في القضية ,

    رد
  3. تلميذ أخطأ عوقب من طرف الأطر التربوية أين هو المشكل ( جنازة كبيرة والميت فأر) الأخت بثينة لديها مشكلة خاصة مع المؤسسة التعليمية فأرادت الإنتقام.

    رد
  4. انها عقوبة خطيرة جدا وتعد سابقة في تارخ اﻻعتداء على الطفل المغربي من المسؤول اﻻول عن التربية والتعليم والتكوين الذي من المفروض ان يكون الحامي للمنعلم .
    واذا لم يكون هناك تدخل من السيد مدير اﻻكاديمية ﻻن النائب لم يقوم بالواجب في هذه الحالة فاﻻمر سيكون خطيرا جدا مستقبﻻ
    لذا من المفروض في السيد المدير ان يقدم استقالته اذا كان حقا يرغب في ايمادة الاذى عن رجال ونساء التعليم في جهة طنجة تطوان.

    رد
  5. ايها الاب الكريم والله تحليت بالصبر وهو الصواب، لو كنت مكانك لعاقبت هذا الموظف المجرم بنفسي ولنال مني ما لم يمر بدهنه ابدا… والله ثم والله لحيرت الاطباء في ما كان قد يحدث له لكن مع الاسف ليس ابني… والتفاتة لنظر هذا الكلب وهو اشرف منه، كن على يقين انك ستسقط في ايدي لا ولن ترحمك ابدا…

    رد
  6. انا مع هذه العقوبة على المشاغب ان يكون عبرة . الى ماذا اوصلنا حقوق الطفل وحقوق الانسان الى الانحطاط الاخلاقي والتمرد و العصيان و الطغيان . على المتضامنين مع الطفل ان يذهبوا للمدارس ولو لعشية واحدة لكي يرو بأم اعينهم طغيان الجيل الجديد جيل حقوق الطفل .

    رد
  7. التأديب يكون تقديرياليتعض منه الجميع .اما تضخيم الموضوع يعتبر تحريضا على الفساد .لأن الدراسة أصبحت الآن لا تنتج إلا الأمين بالشواهد .فالمدير ليس شحص عديم الإحساس بل هوإنسان قبل أن يكون رب أسرة ومربي الأجيال فلا تصبوا عليه حمام النار .

    رد
    • بالله عليكم ادا عوقب بالضرب قلتم ان الضرب ممنوع وان نفسية التلميد تاثرت وما الى دلك فالعقاب ضرورى مع هؤلاء المشاغبين هده عقوبة عادية ليكون عبرة للاخرين فالتعليم انحط عندما اصبح التلميد لا يخاف من المدرسين

  8. أسئلة للصحفية :
    لم توردي وجهة نظر المؤسسة المعنية و هذا في حد ذاته خطأ فادح ، ألم تفكري في ذلك ؟
    ألم تتعرضي في يوم من الايام للعقوبة المدرسية ؟
    عندما تلجين المرحاض هل تنظفينه أم يقوم غيرك بذلك بدلا عنك ؟

    سيدتي الفاضلة ما لقنه لنا أجدادنا هو أن المدرسة فضاء للتربية و التعليم . أما اليوم و قد كبلت أيادي الاساتذة – الضرب ممنوع ، العقوبة اللفظية ممنوعة …….. و اليوم تطلعين علينا سيدتي بمقال يضرب في الصميم مذكرة وزارية تنظم العقوبات الموازية – مما يجعل دور المؤسسة يقتصر على التعليم دون التربية . فبالله عليك هل ينجح تعليم بدون تربية ؟ سؤال أطرحه على ذوي الاختصاص فأفيدونا جزاكم الله عنا خيرا ؟

    رد
    • غريب من السيدة الصحفية بثينة الحجرة أن تدعو إدارة المؤسسة ضمنيا إلى ضرورة الأخد بعين الاعتبار منصب أم التلميذ المعاقب قبل أن يعاقب، فلأنها أساذة بالمؤسسة يجب أن يتميز ولدها عن أقرانه.يعني أنه على المدرسة أن تكيل بمكيالين أبناء المدرسين أسمى و أميز من أقرانهم و ما يمشي على أقرانهم لا يجب أن يمشي على أبناء المدرسين……أصفق بحرارة للسيدة بثينة التي تدعي العدالة و المساواة و الكرامة و هي تدعي غلى تفضيل مواطن على مواطن و تلميذ على تلميذ لأن والدته أو والده لسي بين قوسين مواطنا عاديا….. أعيدو قراءة ما تقوله السيدة الصحفية : “علما بأن أم التلميذ المعاقب مدرسة بنفس المدرسةحيث لم يأخذ المدير ذلك بعين الاعتبار…”. سبحان الله من مثقف يدعو للديمقراطية و الحقوق و في نفس الوقت يدعو غلى التيميز و التفاضل بين الناس و بين التلاميذ…

  9. لاحولة ولا قوة الا بالله..
    كنت اتمنى ان ارى هذا النوع من المقالات على المدارس اللتي لا تقوم بواجبها لا في التربية ولا التعليم..فالتسيب و اللا مسؤولية من طرف الاساتذة و مدراء المؤسسات المتفشيان في السنوات الاخيرة مسكوت عنهما.
    اخت بثينة انت بعيدة كل البعد عن الصحافة لانك لا تتمتع بذكاء و نزاهة الصحفي الحقيقي، لم تذكر ماهو خطأ التلميذ، هذا من جهة اما من جهة اخرى التناقض اللذي وضعت نغسك فيه، فتارة تطلبين العدل و تارة تطلبين اخد وضع الام كمعلمة بالمؤسسة بعين الاعتبار.يا سلام أبناء الاساتذة مرفوعن عليهم القلم.
    اما الخطأ الأعظم الذي ارتكبته فهو في حق عمال و عاملات النظافة الشرفاء الذين يسهرون على راحة و نظافة مراحيضنا، فبمقالك الرخيص هذا اعتبرتي هؤلاء الشرفاء على انهم معدومي الكرامة. فالكرامة اصبحت تقاس بمن انت، و ابن من انت.غيرهم لا كرامة لهم مع العلم ان النظافة من الايمان و لا ارى ما ينقص من كرامة الشخص ان قام بتنظيف المراحيض سواء في بيته أو في مدرسته للمساعدة أولاً ولتربيية وتكوين جيل نظيف خدوم يقدر الاستاذ و الصحفي و عامل النظافة لان لكل واحد منهم دور اساسي في حياتنا.
    بثينة و حتى يتم تقديرك المرجو الا تسيء لمهنة الصحافة بالبحث عن المواضيع الرخيصة وركزي على مواضيع في المستوى تبعدك عن الصحافة الصفراء.
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
    ( سورة الحجرات)

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.