https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

حارس سيارات بتطوان يُتقن ثلاث لغات و ويؤلف ثلاث كُتب !

كنال تطوان / الأناضول 

من يراه يعمل حارسا في مستودع للسيارات في مدينة تطوان لا يتخيل أنه يجيد 3 لغات بخلاف العربية، أو أنه نشر ثلاتة كتب بلغات مختلفة وفي طريقه لنشر الرابع.

محمد الفيلالي يكشف عن هويته في كتابه تحت عنوان “سلام” قائلا: “لا أكاد أعول أسرتي، لكني أعيش بأية حال، آسى لحال أولئك الذين لا يحصلون على أقل حاجاتهم ، أعمل كحارس في مستودع سيارات بتطوان كل يوم منذ عام 1999 كعبد لأجل أجرة زهيدة، أحيانا أقابل سياحا من جنسيات مختلفة، علي أن أعترف أن معظمهم يتسم بأدب حسن.. لكن أحيانا هناك استثناءات وهذا ليس سببا لأقول إن الغربيين كلهم متعجرفون”.

الفيلالي يضيف “أتكلم 3 لغات أجنبية: الإسبانية، والفرنسية والإنجليزية. هذا يساعدني في التعبير عن نفسي أحسن من المرشدين المزيفين الذين يلقاهم السائح في الشارع، بعض السياح سألوني عن الأمن في البلد فأكدت لهم بأن بلدي آمن من كثير من البلدان الغربية، لذا لا داعي للقلق، سألوني عن الإرهاب فقلت لهم إن العنف لا علاقة له بالإسلام الذي يحمل أصلا معنى السلام وتحية المسلمين اليومية سلام”.

وحسب معلومات تتوفر عليها القناة الاخبارية كنال تطوان، فالسيد محمد الفيلالين ذو (46 عاما) ينحدر من مرتيل الساحلية، ويكتب القصة القصيرة والشعر، إلى جانب عمله كحارس بمستودع سيارات بمدينة تطوان، المجاورة لمدينته.

وقال الفيلالي ، “لم أكمل دراستي الجامعية، حيث درست الآداب الفرنسي لمدة عامين، قبل أن أترك التعليم مرغما لأن أوضاعه كانت سيئة”.

رغم كونه لم يتمم دراسته الجامعية، فقد ألف الفيلالي 7 كتب، نشر 3 منها بالفعل، وفي طريقه الى نشر الكتاب الرابع قريبا.

وأضاف الفيلالي قائلا، “نشرت حتى الآن ثلاثة كتب تحت عنوان : “دخيل غير منتظر” وهي رواية باللغة لإسبانية عام 2009، و”سلام” عام 2010 و”أمنيه” 2013 ، وهما عبارة عن قصص بأربع لغات العربية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، فابنكان أي شخص الاطلاع عليها في موقعي ومدوناتي، وقريبا إن شاء الله سأنشر كتابي الرابع وأرجو أن اكون عند حسن ظن الناس بي ما حييت وان اترك أثرا حسنا بعد رحيلي”.

وقال الفيلالي “لم أقتنع حتى اليوم بالمقررات التعليمية، والدليل هو المستوى المؤسف الذي صار إليه التعليم في وطننا الحبيب، ولكي أعوض هذا النقص لجأت منذ الصغر إلى تعلم اللغات الأجنبية المتداولة أكثر، وهي الإسبانية والفرنسية والإنجليزية لأتعلم ما ينفعني”.

وتابع: ” قضيت جل وقتي بين القراءة والرياضة لأملأ وقت الفراغ، عشقت شاطئ مرتيل ومدينة تطوان العتيقة، وبدأت أكتب الشعر في بداية مراهقتي بالفرنسية حينما بلغت 18 عاما، قطعت جسر المراهقة الخطيرة إلى بر الأمان، عندها عرفت قيمة الكتابة الحقيقية”.

ومضى قائلا “إنها أمانة، عليك أن تخدم الناس بما تكتبه ويكون ضميرك قائدك، حينما تكتب ما يشغل بالك فإنك تتخلص من حمل يثقل كاهلك، لكن وأنت تصحح ما كتبت وتعمل جاهدا لتحسين كتابك عندها يبدأ التعب الحقيقي”.

وعن عمله كحارس في مستودع سيارات، قال الفيلالي “في عام 1999، وبعد وفاة والدتي بأسبوعين عرض علي جار لي العمل في مستودع السيارات الذي يملكه والده بتطوان، كانت لي علاقة طيبة بهذه الأسرة الكريمة التي لا أنكر فضلها علي، ومازلت أعمل في هذه المهنة حتى اليوم، وخوفي من بؤس البطالة جعلني أتمسك بهذا العمل منذ ذلك الحين إلى الآن بلا راحة”.

وأضاف “عملي في مستودع للسيارات ساعدني كثيرا في حياتي الشخصية، كونت أسرة، بعدما كنت وحيدا، وعرفني على أناس كثيرين من جميع أنحاء العالم”.

وعن أسرته قال الفيلالي “تزوجت منذ 10 سنوات ولدي طفلة في الثامنة من عمرها وطفل عمره أقل من عام، وحياتي الزوجية مستقرة، أعطي كل ما أستطيع لأسرتي كما فعل والدي”.

ويملك محمد الفيلالي مدونة الكترونية يقوم من خلالها بالتعريف بنفسه وبمؤلفاته ومدينته أيضا، كما يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك ويوتيوب وغيرها لنشر بها كتبه ، والتي تحمل قصصا من واقع اجتماعي صعب، لكن رغم الحزن الذي يشعر به القارئ من خلالها، فهناك بالمقابل بصيص من الأمل في كل حكاية، بحسب مراسلة الأناضول.

وقال الفيلالي “لدي حاسوب شخصي واشتراك لشبكة الإنترنت وكل ما يلزمني ككاتب، الفراغ الذي خفت أن أضيع فيه جعلني أشغل نفسي بتعلم اللغات الأجنبية وإتقانها كما ينبغي”.

وأضاف “في حياتي اليومية استعمل الانجليزية للاستعلام ومواكبة الأحداث العالمية لأنها تمنح مجالا رحبا لمن أراد أن يتعلم كل يوم أكثر، والإنجليزية بالذات أعدها لهجة عالمية تمتص كلمات كل المجتمعات التي عايشتها”.
ويسترسل “أستعمل الإنترنت منذ 1999، نشرت كتاباتي هنا وهناك. لكن الكتاب الورقي التقليدي له أثر إنساني متميز”.

وعن كيفية طباعة لكتبه، قال الفيلالي “بعدما أطبع كتابي أقدمه لأقاربي، ثم الأقرب فالأقرب حتى السائح القادم من أستراليا، أطبع خمسمائة نسخة فلا تبقى منها واحدة لأني أقدمها بلا مقابل، لكني لا أنكر سخاء الناس وأشكر كل من شجعني بالمال أو بالكلام الطيب”.

وأضاف “أعيش في محيط ضيق ليس فيه دار نشر تذكر، لكني أفضل طبع كتبي ونشرها بنفسي لأن الثمن ليس غاليا مقارنة عند ما يصرف المرء 50 درهما على السجائر وهو ما لا أفعله لأنني لا أدخن، لذا يمكنني نشر كتاب كل عام لولا المصاريف الأخرى المتعلقة بالأسرة”.

ومضى قائلا “كلما صغر حجم الكتاب وكثر عدد الكتب قلت التكلفة، عموما كتاب لا يتعدى 80 صفحة بحجم 14×10 سم (القطع الصغير) لا يتعدى ثمانية دراهم إذا طبعت خمسمئة نسخة.

ويوجه الفيلالي النصيحة للشباب قائلا إن “المدرسة الرديئة مقبرة للمواهب، تبقى الإرادة الفردية السبيل الوحيد للانعتاق من مقامع الجهل، لكن في وقتنا الحاضر ومع التطور التقني يمكن استغلال موهبة الكتابة بسهولة، وأهم من الشهرة، الجودة”.

ويضيف قائلا “على العامل في أي مجال أن يفكر في جودة عمله قبل الاشتهار به، أظنني سأصير مشهورا بعد كتابي السابع”.

44 رأي حول “حارس سيارات بتطوان يُتقن ثلاث لغات و ويؤلف ثلاث كُتب !”

  1. تحية لك أيها الموهوب المناضل، أعجبت بقصتك التي نستشف منها ملامح رقي تفكيرك و فكرك، شخصيا سأتتبع صفحتك و أكيد سأشتري كل مؤلفاتك فلي كل الشرف أن أقرأ لكاتب مثلك سيد محمد الفيلالي و عن الشهرة فأنت تستحقها من أول كتاب ألفته في عصر نسيت فيه القراءة و أهميتها في تنشئة المجتمع. فلك مني أسمى التحايا

    رد
  2. kaihdar tlata d loghat o khadam 3asas o djbar wahid akhor makai3rafchi yktb hta esmo bl francais khadam fl eedara lahawla wala 9owata ella billah el magrebí kolchi fih maxi bilhewl had el ensan kaistaha9 ahsan khidma o ahsan ta9dir tbarkllah 3lih mcharf tetuan bravooooooo

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.