https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

يوم دراسي بتطوان حول دور التراث في الإدماج السوسيو مهني للشباب

كنال تطوان / إعداد : كريمة أحكان

عرفت الوضعية المهنية لشباب مدينة تطوان تدهورا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث وجد هؤلاء الشباب أنفسهم أمام مشاكل كبيرة لانخراطهم في سوق الشغل، ويعود ذلك لعدة أسباب منها انعدام الكفاءة والخبرة المهنية وكذلك الجهل التام بمتطلبات سوق العمل، في نفس الوقت عرفت العديد من الحرف التقليدية التي تميزت بها هذه المدينة ترديا كبيرا أصبح يهدد اندثارها كليا.

ولحل جل هذه المشاكل قامت الجمعية المغربية لاوراش المدارس للتنمية بإعطاء الانطلاقة لبرنامج المدرسة الورشة، انصبت أنشطتها على إحياء التراث الفني والتاريخي والثقافي والطبيعي لمدينة تطوان، وخلق فرصة لدمج هؤلاء الشباب في المحيط السوسيو مهني للمدينة.

وقد نظمت الجمعية المغربية لأوراش المدارس للتنمية يوما دراسيا تحت عنوان “دور التراث في الإدماج السوسيو مهني للشباب” يومي 19 و20 نوفمبر 2014 بإحدى قاعة فنادق مدينة تطوان.

افتتحت الجلسة الصباحية بكلمة رئيسة الجمعية المغربية لأوراش المدارس للتنمية التي نوهت بالعمل الذي قامت به مدرسة الورشة بتطوان والذي حقق الهدف المتوخى من وراء إنشاء هذا المشروع ألا وهو إدماج الشباب في الحقل السوسيو اقتصادي، وإنقاذهم من الانحراف الذي كان يهددهم، كما استطاعت هذه المدرسة  تنمية قدراتهم الإبداعية وتطوير كفاءاتهم المهنية، حيث أن هذا المشروع يأمل إلى تحقيق تنمية بشرية شاملة مستدامة وكذا تطوير إطار عيش الساكنة المحلية لمدينة تطوان خاصة، وأن هذه المدينة كغيرها من مدن الشمال تمثل أمل المغرب ومستقبله، كما أشادت بالدور الذي تقوم به جمعية التعاون الدولي والشركاء في دعم هذا المشروع والعمل على انجازه.

ومن جهته أكد السيد نائب رئيس الجماعة الحضرية لتطوان السيد ناصر الفقيه اللنجري وممثل عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات عن أهمية هذا المشروع وأبعاده المستقبلية في إدماج الشباب في المحيط السوسيو اقتصادي للمدينة، مضيفا أن المستفيدون مدعوون مستقبلا الى الدخول في مجال منظم ومهيكل وذلك عن طريق إحداث مقاولات صغيرة وتعاونيات، سيستطيعون من خلالها دمج شباب آخر على مستوى الحرفة، ومن هنا دعا السيد الفقيه اللنجري إلى إحداث خط تواصل رسمي ما بين الغرفة والمدرسة الورشة عن طريق بلورة محاولة اتفاقية للدخول في إطار التعاون المشترك لتأطير ومتابعة إنشاء هذه المقاولات الصغيرة، وزف خبر انطلاق حاضنة لهذه المقاولات في المنطقة الصناعية في مطلع يناير 2015 بدعم من الغرفة، ستعمل على استقبال المقرات الاجتماعية لهذه المقاولات وستكون هذه الحاضنات هي المحل الاجتماعي الذي سيمكن هؤلاء الشباب من التواصل مع الشركاء.

وقدم في ورقته الدكتور خالد الرامي الخبير في مجال التراث وشبكة ماء السكوندو انتقادا لاذعا للعمليات التي يتم فيها التدخل للحفاظ على تراث المدينة العتيقة لمدينة تطوان وشبكة السكوندو، مؤكدا أن تراث المدينة تعرض للتشويه لأسباب عدة، كان أهمها عدم الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات التاريخية والمعمارية والهندسية والفنية لهذا التراث، وعدم الاستفادة من نتائج دراسة التاريخ العمراني والمعماري جعل هذه التدخلات تتسم بالارتجالية وفي كثير من الأحيان بالفشل.

أما مدير مدرسة الصنائع والفنون الوطنية لتطوان قدم عرضا كرونولوجيا حول ظروف تأسيس هذه المدرسة والدور الذي من أجله أحدثت، مشيرا أن هذه المؤسسة كانت من أقدم المؤسسات المتخصصة في التكوين الحرفي على المستوى الوطني، وكان الهدف من فتح هذه المؤسسة المحافظة على الحرف المهنية ذات الطابع الحرفي من الضياع والتلاشي والتشويه، وتكوين أجيال من الحرفيين في وسط الأطفال والشباب مؤكدا على نقطة بالغة الأهمية وهي أن هذه المدرسة كانت سباقة في مشروع الإدماج السوسيو مهني والاجتماعي لشباب تطوان منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مضيفا أن مدرسة الصنائع أو دار الصنعة ستبقى مؤسسة فريدة من نوعها على الصعيد الوطني باعتبارها تراثا ناقلا لجزء من الهوية المغربية وعاملا من عوامل التنمية البشرية لمقاومة مخاطر وسلبيات العولمة، وأنه أصبح من الضروري مد جسور التعاون نحو هذه المعلمة التاريخية وذلك بإشراكها في مثل هذه المشاريع.

وفي مداخلة مفتش المباني التاريخية والآثار حول “مدينة تطوان العتيقة تراث ثقافي استثنائي”، تحدث فيها عن الملامح الثقافية الأندلسية الراقية التي تتميز بها تطوان باعتبارها مدينة تاريخية ذات طابع استثنائي جعلها تصنف سنة 1998 ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما يوجد في مدينة تطوان عدد من الأزقة الرئيسية التي تربط ما بين أبواب المدينة وساحاتها وبنايتها العمومية كالفنادق والمساجد والزوايا، بالإضافة إلى مختلف الأحياء التجارية الأخرى الخاصة بالحرف التقليدية القديمة.

وأبرز مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات في عرضه حول “دور الوكالة في الإدماج السوسيو مهني للشباب”، على أهمية التراث الحضاري المغربي وكذا أهمية الحرف التقليدية في الحفاظ على هذا التراث، مضيفا انه من الضروري العمل على خلق تعاونيات لاحتضان الشباب الحرفيين كخطوة لإنجاح التكوين الذي استفادوا منه، والاعتراف بالدبلومات الحاصلين عليها، مشددا على ضرورة دعم هذا الشباب من طرف الجماعة الحضرية لتسهيل إدماجهم في سوق الشغل.

وتميزت الجلسة المسائية بمداخلة ممثل GIZ الذي تكلم عن مشروع المدرسة الورشة التي تعد من بين المشاريع السبع التي تحظى بدعم هذه المؤسسة، وجاء هذا المشروع ليعالج إشكاليتين تعرفهم مدينة تطوان وهما تدهور العمراني للمدينة العتيقة، والوضعية المهنية لشباب المدينة.

وأكد السيد أمين مال الجمعية المغربية لأوراش المدارس للتنمية على مجموعة من النقط من أهمها ضرورة تكثيف برامج التكوين المتبعة حاليا داخل المدرسة الورشة، تطوير مجالات أخرى للتكوين كسكوندو والتقنيات الحديثة للترميم عوض الاكتفاء فقط بالتقنيات التقليدية، تقوية الشراكة مع الجماعة الحضرية التي ستلعب دورا مهما في مساعدة هؤلاء الشباب عن طريق تنظيمهم داخل تعاونيات خاصة بهم، وضرورة التزام ANPEC باعتباره طرفا مهما في تحقيق الإدماج السوسيو مهني للمستفدين من مشروع المدرسة الورشة.

وأكدت الدكتورة مريمة بوجمعة رئيسة لجنة العمل الاجتماعي والثقافي والرياضي بالجماعة الحضرية لتطوان، على أن الجماعة الحضرية لتطوان لايمكن أن تقوم بدور فعال في إنعاش السوسيو مهني للشباب إلا بوجود مجالس منتخبة حقيقية وديمقراطية محلية حقيقية، مضيفة أن من سيتفحص المخطط الجماعي للجماعة الحضرية لتطوان سيلمس الاهتمام الكبير الذي توليه هذه الجماعة لموضوع الإدماج السوسيو مهني لشباب، كما أن المخطط الجماعي ركز على عدة مشاريع تهم المدينة العتيقة، من هنا جاء التفكير في اليد العاملة المتخصصة التي ستعمل على القيام بهذه المشاريع وإنجاحها، ويأتي مشروع مدرسة الورشة لتوفير هذه اليد العاملة وإبراز قدراتها للمساهمة في إنعاش اقتصاد المدينة الذي هو من صلب اهتمامات الجماعة الحضرية لتطوان التي تسعى لتشجيع خلق الاستثمارات الخاصة وخلق الفضاءات الاقتصادية والمهنية لتحقيق هذا الهدف.

وذهب ممثل مكتب تنمية التعاون- طنجة في عرضه حول “دور مكتب تنمية التعاون في تأسيس التعاونيات (نموذج المدرسة الورشة لتطوان)” لتعريف بالمكتب وهو مؤسسة عمومية يقوم بتنمية التعاون، والحرص على تأسيس تعاونيات جديدة ومواكبتها لتحسين مردوديتها وتسهيل فعاليتها، نظرا للدور الطلائعي الذي تلعبه تنمية هذا القطاع على مستوى خلق فرص الشغل وتنظيم القطاعات الإنتاجية الغير المهيكلة، وكذا تثمين المنتجات المحلية، مشيرا إلا الدور التواصلي الذي قام به هذا اللقاء حيث مكن المؤسسات من التواصل  فيما بينها وبين المجتمع المحلي.

تلت هذا المداخلات القيمة تقديم التعاونيات الجديدة التي تم إحداثها في إطار المدرسة الورشة، حيث قام رؤساء هذه التعاونيات الثلاثة بإعطاء نبذة مختصرة عن أهداف التعاونيات والغاية من وراء خلقها وكذا التطلعات المستقبلية لإنجاحها.

وعرفت القاعة مناقشة مستفيضة صبت مجملها في أهمية خلق الشراكات لادماج الشباب في الحقل الاجتماعي والاقتصادي، وكذلك التشجيع على انجاز مثل هذه المشاريع التنموية من أجل ضمان تنمية بشرية شاملة ومستدامة.

وعرف اليوم الثاني للقاء زيارة استطلاعية لورشة المدرسة (بناية سكينة) التي يتم ترميمها من طرف متدربي المدرسة الورشة بتطوان.

كريمة أحكان

رأي واحد حول “يوم دراسي بتطوان حول دور التراث في الإدماج السوسيو مهني للشباب”

  1. très bonne iniciative pour la protection de notre patrimoine et pour offrir aux jeunes tétouanais une oportunité pour se former et accéder au marché du travail.Nous attendons de la Commune urbaine et de tous les résponsables de soutenir ces jeunes et de leur donner une occasion de prouver leur compétences. Article intéressant et qui fait le tour de tout le contenu de ces deux journées.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.