https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

قرار فرار !

كنال تطوان / بقلم : مريم كرودي 

يحدث للحياة أن تكون قاسية، أن تعاملنا بنرجسية، أن تلغينا من حساباتها و ترمينا على الهامش.

يحدث لها أن تأخذ ضعف ما تعطينا أو تسلب كل ما بحوزتنا. أن تصدمنا، ترجنا و تقصينا… فتجدنا أمام علامة استفهام ضخمة: ما الحل؟ ما العمل؟ أحظ  هذا أم قدر؟ لماذا نحن و ليس غيرنا من البشر؟…

بعضنا يرضى بالقضاء و ينتظر الرحمة الإلهية و يتمنى المعجزة السماوية … و آخر يأخذ في التنقيب عن مخرج لمأزقه و يشرع في التخطيط لمبارزة ورطته … أما البعض الأخر فيختار السبيل الأقصر للخلاص، يوقف رحلته و ينزل من قطار الحياة في أول محطة تصادفه، ليظن أنه بفعله هذا يكون قد اقتنى تذكرة الراحة النفسية و الجسدية إلى الأبد و أنه اتخذ القرار الصائب ليُهمد كل شرار أُشْعل في كيانه خلفته عواصف الزمان.

لكن هيهات… فمسلسل العذاب أبداً لن ينتهي بل جزءه الثاني سيدفعه للصراخ يا ليتني، سيرمي به في دوامة الندم حيث لا ينفع الندم…؛

الانتحار قرار فاشل بكل المقاييس مهما كانت الظروف و الأسباب، فرار و هروب من الواقع لايدل إلاّ على هزيمة متخذه في مواجهة عقبات الحياة و إخفاقه في فك عقدها …  موجة غضب إلهية تصاحب إزهاق الروح الساكنة في الضلوع. كيف لا؟ و الإسلام يمنع زج النفس في بئر التهلكة بل و يحرم قتلها عمداً…

هذا الجرم المقترف في حق النفس لا يؤذي مقترفه فحسب، بل ويتعداه ليبرح وجعاً كل من حوله من أحباب يجعلهم يتأوهون حسرة بعد فقدانه،  يسبحون وسط بحر من الحزن و الأسى و يتوسدون ضمادات لن  توقف النزيف الذي أُلحِق بقلوبهم.

ألم و مرار يربطهما  خيط فقدان رفيع بإبرة مصاب لم يكن في الحسبان، تلك التي كانت بوسعها أن تطرز منعطفاً نحو الأفضل، أن تنبت طريقاً بجواهر الانتصار و أن ترسم حياة جديدة ينيرها صمود بعد سقوط.

بقلم : مريم كرودي 

7 رأي حول “قرار فرار !”

  1. يجب على الانسان ان يعرف انه عندما ينتحر فانه يرمي بنفسه مباشرة في النار الابدية اللهم احفضنا منها واحفض السلمين اجمعين لكل مشكل في هذه الحياة له حل وكل سيئة يغفرها الله ما دمنا على قيد الحياة واستغفرناه عكس المنتحر فهة يموت وهو عاصي وليس له وقت ليستغفر

    رد
  2. الإستعجال في التنفيذ قبل قراءة حيثيات الحكم ومستنتجاته يوقع المرأ في واد من الأوهام والوساويس فيتسلل العدو الأول للإنسان فيجره إلى مصير غير محمود. فالإنسان أحيانا لا يستطيع التحمل إذا تعرض لصدمة قوية أمام الضعف وقوة التأثير .فيغيب عن الوجود وهو مستيقض .هنا يجب الإستعانة ببعض الوسائل البسيطة كالوضوء والتوجه إلى القبلة بركعات فالماء يطفئ النار والصلاة تعيد الإيمان للمرأ لعله يجد في العملتين راحة فيذهب الله تلك الغمة ويحيي الضمير من جديد .

    رد
  3. Je voulais partager un opinion, mais vous avez nterdit le collage… je n’ai pas un clavier arabe alors je dois coller le texte
    Si vous avez un probleme de SPAM ajouter tout simplement un CAPTCHA Soyez inteligents 🙂

    رد
  4. هذه ليست المرة الأولى التي أقرأ لك سيدتي، أنت فعلاً موهوبة أسلوبك راقي و اختيارك للمواضيع موفق دائماً
    أتمنى أن لا تحرمينا من قلمك الرائع و الرصين سلمت يداك
    مزيداً من التوفيق و الاستمرارية

    رد
  5. كالعادة متالقة حبيبتي في مقالاتك
    للاسف قلة الايماان من اول الاسباب المؤدية للانتحار
    ناهيك عن قلة الوعي ؛ و الامية و الجهل ووووو..

    رد
  6. في هذا الميدان الذنوب على اعناق رؤساء البلديات من غدو اعطاء اهمية االى مؤسسة معالجة الامراض النفسية وخصوصا وان الادوية غالية وامستشفيات لا تقبل ابقاء المريض تحت المراقبة

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.