https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

فلسفة مادة التربية الإسلامية

كنال تطوان / بقلم : محمد البوبكري

تعتبر مادة التربية الإسلامية مادة دسمة من حيث القيم التي ترسخها في ذات المتعلم، إذ تقوم ركائز الرؤية الاستراتيجية لهذه المادة على البعد القيمي أكثر من غيره، فكم صححت هذه المادة من مفاهيم معوجة لدى المتعلمين، خاصة في سن المراهقة، وما يتبعها من طيش في مضمار محاولة إثبات الذات.

إن هذا الدور الهام و إن كانت المواد الأخرى تساهم بشكل أو بآخر فيه، إلا أنها صاحبة الاختصاص، و لا يخفى على كل ذي بصر أن هذه المادة تخصص لها حصص قليلة جدا رغم أهمتها في بناء و ترسيخ و تصحيح مفاهيم اجتماعية واقتصادية وفقهية بالخصوص، حيث يخرج المتعلم من هذه المادة عالما بأمور دينه، من صلاة و صيام وزكاة وحج وغيرها، وتكون لديه المناعة من أجل تمييز الأصيل من الدخيل، ولا تلهو به أيادي تستخدم الدين لأغراضها الشخصية والسياسية.

ولعل ما يستشكل على المتتبع لمسار منظومة يصفها القائم عليها بأنها فاشلة، و أن أطرها يستنزفون أموال الدولة دون طائل، قد ألقى بالتعليم في زاوية المنفى، و راحت قيمه تستعجل نفاذ قيامها، حيث لا يعقل أن يكون الوزير غير مقتنع بما يقوم به، ومع هذا يرجى لهذا القطاع أن يزدهر ربيعه، وتموت أشواكه.

إن المسار التربوي المغربي شبيه بقطار لا تتغير عرباته رغم تغير رؤوسه، فيسير القطار بسرعة مقبولة طالما أن الوقود لم ينفذ، ومهما اضطربت أحوال الطقس يبقى القطار على السكة، وهذه إحدى عجائب المغاربة.

ورجوعا لمادة التربية الإسلامية التي طالها التقزيم، فإنها تقدم للمجتمع خدمات جليلة، خاصة من حيث التأطير، وإعطاء الإجابة الحقيقية لكل ما يتعرض له المتعلم خلال مراحل تطور الملكات المتعلقة بالتحليل، والمناقشة، حيث يسائل الواقع، ويتساءل معه، في إطار مشروع تدقيق المفاهيم الواقعية بمنظور شرعي، فيسلم بذلك المجتمع من نتائج تأخير الإجابة الصحيحة عن النوازل المليحة.

كنال تطوان / بقلم : محمد البوبكري

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.