https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

شباب تطوان … إلى أين ؟ !

كنال تطوان / الكاتب : أكرم فاضل 

ما وصل إليه الشباب في مدينتنا تطوان يدعونا حقا إلى التسائل ومراجعة بعض الأحداث التي ما فتئت تخلق ضجة تلوى أخرى،ضجات كان من بينها ما حدث قبل يومين،بحيث قتل شاب في سجن الصومال وقبل ذلك أجهز شاب آخر على كولونيل في مرتيل وقبلها إختطف ثلاثة شبان فتاة واغتصبوها قبل أن يسارعوا إلى رميها في شارع من شوارع مرتيل.

علينا أن ننظر بنظرة شاملة علها توقض في نفوسنا شيئا من التحقيق في هذه الفئة العمرية التي تعتمد عليها كل الأمم وعلينا أن ننظر بعين إستدراكية للأسباب التي توصل إلى هذه الجرائم البشعة التي ما شهدتها تطوان بهذه الوتيرة في فتراتها السابقة وأزمنتها الغابرة.

هذه النظرة قد لا تحتاج منا إلى الدوران كثيرا لنعرف مسبباتها،فهي ظاهرة وتكفينا زيارة ميدانية إلى المقاهي والحدائق والأزقة للوقوف على كل صغيرة وكبيرة تخص هذه الفئة وطريقة حديثها وثقافتها وكذا تعامل كل فرد منها مع الأفراد الآخرين.

توجد فئة “طبعا”تسير وثق ما ينتظر،لكن الفئة الساحقة تعيش على وطئ المخدرات واليأس الذي ولد في النفوس ما يعرف بالإنهزامية وهذه الأخيرة إذا ما وصلت قوما مست وقوفهم وجمدتهم إبعادا،عن المشاركة في الإصلاح والإهتمام بالمدينة/بالوطن.

الشباب التطواني اليوم،حاله كحال كل الشباب المغاربة،يشتركون في أشياء كثيرة،ولعل ما نسمعه هنا نسمعه هناك وفي كل مدينة من المدن المغربية،ولعل الشاهد “جريمة القنيطرة”التي حدثت قبل أيام وأحداث أخرى لا تقل خطورة ومساسا بحقيقة الإعتدال في الفئة الشبابية،الإعتدال الذي تحتاجه “لزاما”هذه الفئة لتكون محركا للمدينة ومساهمة في الدفع بها إلى بر الأمان وإلى الاستمرالاية بتوازن مع التقدم الحاصل في بعض المجالات الحيوية.

الشباب التطواني منتشر في الأزقة والمقاهي لتضييع الوقت وذلك بسبب البطالة المتفشية،وحتما يقاد إلى الملل واليأس وذلك يوصل به  إلى احتراف مهن كالسرقة وغيرها من الجرائم مهما تفواتت درجاتها،وللدولة قسط من المسؤولية فيما وصلت إليه هذه الفئة،إذ لا تشركها في العمل السياسي والاجتماعي رغبة في الابقاء على من فاتتهم مرحلة الحيوية(كبار السن)،وإذا أنعدمت التشاركية تجد السبل طريقها إلى ملئ العقول بأمور لا تشكل أي ضرورة في الاصلاح والتنمية.

بالبطالة وعدم الاهتمام،يصبح الشاب في وضع لا يحسد عليه من غرق في المآثم،والرغبة الجامحة في الهجرة والابتعاد أكبر مسافة عن الوطن،وفي هذا يأتي التشجيع حتى من الأسرة التي لا تنظر بعين الاهتمام لأبنائها الذين يسهرون إلى أوقات متأخرة وهي سهرات يختلط فيها كل شيئ،من مخدرات وتبادل للشتائم وغيرها،إذ تنعدم رؤية الأمل في شبابنا،وسط غياب الحلول ممن في أيديهم القرار.

لقد أوصلتنا هذه الأمور إلى عدم الاهتمام لا بالتاريخ ولا بالقيم وأصبحت أحداث عادية عندما نسمع عن شاب إعترض والده الذاهب لأداء صلاة الفجر لينتشل منه 500 درهم ومقاسمتها مع صديقه كما حدث في أحد احياء مدينة تطوان مؤخرا والدولة أدرى بكل ما يقع للشباب اليوم،وهي لم تقم بأي شيئ،لا من مؤسساتها ولا بإداراتها ولا بأحزابها التي لا تسمع سوى شعارات رنانة أكل عليها الدهر وشرب،وإذا استمر الحال على ما هو عليه فستصبح الأحداث والجرائم أكثر خطورة من الجرائم التي تحدث هذه الأيام وربما ستكون بوتيرة أسرع لأن الظاهر أن عجلة إشراك الشباب تدور في اتجاهات عكسية !

 الكاتب : أكرم فاضل 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.