https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

التجربة الإبداعية للكاتب المبدع “خالد أقلعي” موضوع لقاء مفتوح بفضاء مكتبة بيت الحكمة بتطوان

كنال تطوان / متابعة: د. يوسف الحزيمري

نظمت مكتبة بيت الحكمة بتطوان لقاء مفتوحا مع المبدع “خالد أقلعي” يوم الجمعة 27 رمضان 1435هـ موافق 25 يوليوز 2014م على الساعة العاشرة والنصف ليلا، اللقاء شارك فيه كل من الناقد الكبير “نجيب العوفي” والناقد “عبد السلام ناس عبد الكريم” ونسقه الأستاذ “عبد الرحيم الشاهد”.

افتتح اللقاء الأستاذ “عبد الرحيم الشاهد” بشكر القائمين على مكتبة بيت الحكمة على جهودهم في تكريس ثقافة الكتاب ونشر الوعي الأدبي بالمدينة والاحتفاء بمبدعيها الذين تألقوا داخل الوطن وخارجه، ومن ثم قدم ورقة تركيبية عن تجربة المبدع “خالد أقلعي” عنونها بـ: (سمات الكتابة عند خالد أقلعي) وذلك على مستوى القصة القصيرة والرواية والنقد والترجمة، حيث اعتبر الأستاذ “عبد الرحيم الشاهد” من تلك السمات ما تحمله قصص المبدع لدلالات اجتماعية ونفسية تعبر عن الدواخل الكامنة، عبر صور حالات وجودية مملوءة بالقلق والتوتر، وتحري طرق الخلاص والنجاة، كل ذلك بلغة جمالية ذات نسق دلالي مميز تعبر عن المواقف والأحداث، وفي مجال الرواية والترجمة تناول ترجمته لرواية (فكتوريا) مجليا للحس الحرفي والإبداعي عند المبدع “خالد أقلعي” في ترجمته لهذه الرواية حيث جعلنا -حسب قوله- نعيش الأجواء النرويجية كما تعكسها الرواية بما نقله عبر الترجمة من معاني وأغراض؛ بل حتى الأحاسيس لأشخاص وأبطال الرواية، وما نقله أيضا من استعارات ومجاز ورموز، وفي مجال النقد تطرق لعمله النقدي (التصوف في القصة القصيرة بالمغرب) حيث عرض لإشكال الدراسة المتمثل في سؤال: هل دخول التصوف على القصة القصيرة يفقدها سمة الاندراج في الأجناس الأدبية أم يمنحها بعدا جماليا؟، معتبرا أن هذا الدراسة تجلي موضوعات نقدية أهملها النقد المغربي لإغراقه في الإيديولوجيا بحيث أعاد المبدع “خالد أقلعي” الاعتبار للنصوص الروحية والقيمية في القصة القصيرة المغربية.

بعدها أخذ الكلمة الدكتور “نجيب العوفي” ليقدم ورقته التي وسمها بـ: (خالد أقلعي من الحكي للكبار إلى الحكي للصغار) متناولا بالدراسة والنقد قصته (بدر الدين وطاقية الشفاء)، منطلقا من أن المبدع “خالد أقلعي” قد راكم تجربة إبداعية مفتوحة على حقول إبداعية مختلفة، حيث كان يقدم لنا باستمرار باقات جميلة فيها متعة وفائدة، فراكم ما يربو على عشرة عناوين أدبية قزحية الأطياف كان الحكي القصصي واسطة عقدها، وهو حكي حسب الناقد كشف لنا عن موهبة أصيلة وولع باقتناص وسبر أغوار الدفائن والإنصات المرهف للأمكنة والأزمنة (=مفاتيح شعرية السرد)، حيث أن “خالد أقلعي” رغم تنقله في مجالات إبداعية متنوعة، إلا أن هواه الأول والأخير هو سردي قصصي، وهو هوى مشدود إلى مدينة تطوان بأزمنته وأمكنته وأعلامه وشخوصه.

بعدها انتقل الناقد إلى الحديث عن قصة (بدر الدين وطاقية الشفاء) معتبرا أن الكتابة للأطفال أشق وأعقد من الكتابة للكبار، وفي الجرم الأصغر ينطوي الجرم الأكبر حسب عبارة “محيي الدين ابن عربي”، والقصة صادرة عن مطبعة تونس قرطاج البنك العربي لتونس والفائزة بجائزة حسن عزوز لأدب الطفل، إذن حسب الناقد هي ثمرة مغربية تطلع علينا من تونس الخضراء، وفي قراءته قال: أن قصة الصغار ليس هناك مدعاة إلى حصرها في سن محددة، فرمال الطفولة متحركة ولا يمكن حصرها رياضيا، ففي كل منا يقبع طفل صغير.

بعدها تناول أسلوب الكتابة في القصة مجليا السرد الوعظي والتوجيهي الذي اشتملت عليه، محبذا أن يكون هذا الأسلوب مكنوزا بين السطور بدل أن يكون ظاهرا، فالكتابة للأطفال تقتضي بداهة ووجوبا أن تكون طفلا تسرد على وتر الطفولة، وتلبس طاقية إخفاء لتكون حياديا في السرد، ليعرض بعدها لمضمون القصة وأهدافها ومغازيها، ومستعرضا هذا كله عبر توصيف دور الشخصيات داخل القصة وما تحمله كل واحدة من رسائل قيمية، ومتتبعا للمفردات والرموز والدلالات التي تدور كلها حول فضاء مدينة تطوان. وهنا يسجل الناقد شهادة وهي أن تطوان كانت ولا تزال منبعا ثرا ومنجما كبيرا للإبداع شعريا وقصصيا وروائيا ومسرحيا.

وكانت القراءة الثانية للناقد “عبد السلام ناس عبد الكريم” حيث تناول ذات القصة (بدر الدين وطاقية الشفاء) معتبرا مداخلته بأنها قد تتداخل أو تتقاطع مع مداخلة “نجيب العوفي” في بعض ما ذهب إليه. فتكون بذلك مكملة أو معززة، ووسمها بـ: (بدر الدين وطاقية الشفاء لخالد أقلعي، سمات المحكي الطفولي وبلاغة الترميم)، فقدم لقراءته بمدخل للتجنيس تناول فيه الحديث عن أدب الطفل باعتباره أدبا نوعيا خالصا لأن مرتكزه هو الطفولة، ليتناول بَعْدَهُ المغزى التربوي للقصة وما تحمله من دلالات أخلاقية وإنسانية، وكذا قيم توسل العلم بالعرفان لبلوغ المقاصد النبيلة، وقيم الاجتهاد والصبر والعمل، وذلك عبر تشريح المنحى السلوكي لشخصياتها، بعدها عرض للغة المتن وأسلوبه من حيث قيمة الأسلوب ومنحى الكتابة، معتبرا أنه أسلوب بسيط وسهل من اللغة يتضمن هامشا للشرح والتفسير ويحوي طرافة وتميز في وصل الوقائع بإيقاعاتها، ثم تحدث عن الشخوص التي ضمتها القصة بين دفتيها وهي شخوص واقعية وحقيقية تحيل لأعلام مدينة تطوان أمثال “محمد بن تاويت” و”علي بركة”، و”محمد بن عزوز حكيم”و”حسناء داود” وذلك في استحضار بعدها الرمزي.

بعدها كانت الكلمة للمبدع “خالد أقلعي”، والتي ابتدأها بدعوة للوقوف دقيقة لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة الجريحة، ومن ثم عرض لنا ورقة حول تجربته الإبداعية من خلال مؤلفاته المطبوعة، وما عايشه معها لسنين طويلة قبل أن ترى النور وتتداول بالدراسة والنقد، وقد عرض لذلك كله عبر تفكير متاهي كما سمّاه، وهي متاهة النضال والعزلة والشعوذة والجنون ومتاهة أخرى وجودية (=رحلة البحث العلمي). وهي ورقة وعد الحضور بنشرها لاحقا.

وقد عرف اللقاء حضور مبدعي المدينة ونقادها أمثال الناقد “حسن الغشتول” والروائي “البشير الدامون”، و”البشير الأزمي”، والقاصة “فاطمة الزهراء الرغيوي”…وغيرهم، واغتنى اللقاء بمناقشات ومداخلات زادت من إلقاء مزيد من الضوء حول تجربة “خالد أقلعي” الإبداعية.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.