https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

استغلال القاصرين والرضع من طرف ممتهني التسول بمساجد تطوان

كنال تطوان / المساء – بقلم : جمال وهبي

تعرف أبواب العشرات من المساجد وسط مدينة تطوان خلال هذا الشهر الفضيل استغلالا بشعا  للأطفال والرضع في التسول واستجداء المصلين، في وقت يطالب فيه  حقوقيون ومدافعون عن حقوق الطفل بمحاربة هذه الظاهرة، مطالبين السلطات بالتدخل ومعاقبة النساء والرجال الذين يستغلون أطفالا قاصرين ورضعا هم في أغلب الحالات ليسوا من صلبهم. وارتفعت خلال هذا الشهر بشكل غير مسبوق ظاهرة  انتشار الأطفال القاصرين المتسولين أو بائعي بعض المناديل الورقية متنقلين بين مفترقات الطرق. أطفال يمدون أصابع أيديهم الصغيرة داخل السيارات عارضين علب المناديل الورقية بابتسامتهم الوديعة عند إشارات المرور بمختلف شوارع المدينة.
وقال  حقوقيون إنه من  السهل على أي شخص في تطوان أن يلاحظ كيف يتم استغلال هؤلاء الأطفال القاصرين في التسول من طرف شبكات تضم نساء ورجالا غرباء، يأتون إلى المدينة من بعض القرى والنواحي،  مستغلين أطفالا أبرياء في عمر الزهور يشع الذكاء من عيونهم لكنهم يكابدون العيش طيلة اليوم  في مرافقة المتسولين  الكبار الذين يستعطفون بواسطتهم المواطنين والمصلين على أبواب  المساجد. مشيرين إلى أنه  رغم وجود قانون مغربي يمنع استغلال الأطفال القاصرين في ممارسة التسول، كما يمنع تشغيلهم واستغلالهم، لكن في تطوان أصبح كل شيء مباحا، إذ تشير الإحصاءات الرسمية المغربية إلى أن عدد هؤلاء الأطفال القاصرين العاملين يصل إلى 600 ألف، أما إذا تم اعتماد تعريف مكتب منظمة العمل الدولية الذي يفيد بأن كل طفل ضحية للهدر المدرسي معرض لتشغيله، فإن عدد هؤلاء يتجاوز المليون ممن تتراوح أعمارهم ما بين 7 و13 سنة.
واستدل محدثونا بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في بندها الأول من المادة  32 التي تنص على أن  «الدول الأطراف الاعتراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطيرا أو أن يمثل إعاقة لتعليم الطفل، أو أن يكون ضارا بصحة الطفل أو بنموه البدني، أو العقلي، أو الروحي، أو المعنوي، أو الاجتماعي»، مشيرين إلى أن سلطات المدينة لا تبدي أي اهتمام بالظاهرة،  كما لا تقوم بمحاسبة هؤلاء  أو تقديمهم للمحاكمة بتهمة استغلال أطفال وطفلات قاصرات ورضع في احتراف التسول. مثلما أكدوا أن صمت وانعدام رقابة الدولة وتحملها المسؤولية بخصوص ذلك يزيد من حجم الاستغلال، مثلما يعرض القاصرين  المحتجين على استغلالهم من طرف شبكات منظمة لعنف شفهي وجسدي ونفسي وحتى لتعذيب جنسي في بعض الأحيان. وأكد محدثونا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بعض قرى تطوان تجعل أطفالها عرضة للتهميش والاستغلال من طرف شبكات المتسولين ومن يعملون على «تأطيرهم» وإعادة انتشارهم في شوارع المدينة وإشاراتها الحمراء لبيع  السجائر أو المناديل الورقية تحت أعين المسؤولين وأصحاب القرار في المدينة.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.