https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

انها حقا الدراما التطوانية …. !

كنال تطوان / بقلم : ذ : عبد السلام افروان

العاشرة صباحا،و شارع الصياغين لا زال يتثاءب..رائحة الأزبال تعيق بالأنف بعد الإضراب الذي شنه عمال النظافة،ضف إلى ذلك ما أحدثته “امانديس” من إفساد لرونق تطوان الأندلسي.. الدكاكين في الفدان تفيض بالسلع على الخارج،عطور،ألبسة،أحذية،نظارات شمسية و ساعات..تجعل من ساحة الفدان موسما بمعنى الكلمة،تعالوا درهم..درهم و آخر يصيح :أعزل أو كان،صابون ..معجون أسنان..وقفت أمام الجرائد فأضحكتني عناوين بعض صحف الأحزاب ضحكا لولب المر بداخلي.. علي أن أمر على البقال لإجراء الحسابات الشهرية، علي أن أشتري طلبات المنزل ، علي أن أسترجع حذائي من لدن الإسكافي،علي أن أؤدي واجبات الماء و الكهرباء، علي أن أؤدي الكراء بعد أن تراكمت علي أربعة أشهر دون آداء،كما علي أن..الرتب طار في الأسبوع الأول من الشهر.. قطع حبل هذه الخواطر طفل صغير بثياب رثة وسخة يحمل حقيبة خشبية يطلب بذل مسح الأحذية ، لقد ذكرني هذا الطفل بأقرانه الصغار الذين يعملون”بالخياطين”تحت السب و الشتم و الضرب أحيانا بحجة تعلم الصنعة. إن الطفولة هي المرحلة المبكرة من حياة الإنسان فيها تتحدد الملامح الجوهرية للشخصية الإنسانية، فتقدم أي أمة رهين بإستقراء واقع طفولتها..إذن أين هؤلاء الأطفال من هذه المعطيات؟..،

رجل عجوز متقوس الظهر يكاد وجهه يحاذي الأرض،يطلب الصدقة.. ثم جاءت امرأة تتسول بيدها وثائق طبية، أخذت أتحسس قعر جيبي فلم أجد إلا القليل من السنتيمات الصفراء ثم أعطيتها أسفي.. الزحام اغلق “الطرافين”تقريبا ،وأحدهم يجر عربة مثقلة بالسلع يصيح:بلاك،بلاك كاد أن يدوس إحدى النساء ،فانفجرت تطلق عليه رشاشا من الكلمات لم أترجمها…جحافل من الشباب،ماذا أعد لهم هل استغني عن إرادتهم؟ماذا أعد لهم؟ هناك من حاول تجاوز حوض البحر الابيض المتوسط،و هناك من يحاول أن يجد لنفسه مكانا تحت أشعة الشمس رغم اقتناعه بحتمية الفناء..الغد لا يعلمه إلا الله تعالى،و الحاضر أصبح سطرا على ورقة شفافة في مزبلة التاريخ، الكل يتخبط في مستنقع الحياة..الفقراء..الأغنياء ..الأذكياء.. الأغبياء ..لكل منا قصة درامية ضاربة في عمق الازمة الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية و الثقافية..نحن جميعا أبطال هذه الدراما الحبلى بالسلبيات،.أخذ الليل يزحف بسواده و الليل في مرتيل بنية متكاملة تتحكم في دواليبها سلطة المال،فتيات أغلبهن لم يتجاوزن العشرين من العمر أغواهن البغاء فسقطن في شركه كالكثيرات يخفين سخطهن وراء الزينة و مساحيق التجميل الداكنة و نصف لباس يرسمن على شفاههن ابتسامة بلهاء لمجرد إرضاء زبائن المتعة،يتناثرن في الفنادق و علب الليل..إنها درامة تطوانية حقا..

4 رأي حول “انها حقا الدراما التطوانية …. !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.